المدرسة القانونية المغربية: حرب طاحنة بين الاحزاب والضحية المنتدبين القضائيين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مرحبا بكل متتبعي المدونة ورواد صفحتنا على الفايسبوك ومشتركينا على قناتنا في اليوتيوب،

لا حديث مؤخرا الا وكانت مباراة المنتدبين القضائيين تخصص الاقتصاد والعلوم القانونية والشريعة طرفا فيه، نظرا للتجاوزات التي واكبت المباراة.

حيث انه بعد الاعلان على نتائج الامتحان الشفوي شطر الشمال والجنوب كانت الصدمة قوية للكثير من المترشحين.

كنت اود ان اضع فيديو بالقناة مباشرة بعد اعلان النتائج لان هناك امور كثيرة كان يلزم الكلام عنها،ولكن قلت افضل ان اتريث لتجميع المعطيات واراء المترشحين وبالفعل حلت امور كثيرة تستدعي منا الحديث عنها...

الرشوة والزبونية والمحسوبية واي مسمى تحت العنوان العريض الفساد، كان حاضر وبقوة في مباراة المنتدبين القضائيين.
ومشكل الزبونية والرشوة ليس بالامر الجديد على المباريات فهي ظاهرة منتشرة في كل الوظائف وليس حكرا على مباريات وزارة العدل، الاشكال الذي حصل في مباراة المنتدبين هو ان جميع المترشحين وجدوا انفسهم امام مباراة في المتناول على صعيد الاختبار الكتابي والشفوي.

لكل منا هدف في الحياة، والهدف الرئيسي لدى الجميع هو الاستقرار المادي بالاساس، بعد سنوات من الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية كل منا يحتاج لختم المشوار الدراسي بعمل قار، وحيث ان اهم شيء تريده هو ارضاء اسرتك الصغيرة وامك واباك لانهم سهروا الليالي لكي تحصد شهادة علمية وتود ان ترد الجميل وتساعدهم على صعوبة الحياة.

ساتكلم عن كل ما واكب المباراة من البداية حتى نقطة الصفر(اعلان النتائج).

اولا اتاسف مرارا وتكرارا لمن اجتهد واستعد بشكل جيد للامتحان الشفوي ولكن انصدم بعدم نجاحه اعتذرت قبل وساعتذر، ام من اعتمد على الغير او الغش للوصول لمحطة الشفوي فلا اعتبار لك.

ساتكلم عن التجربة لان بدوري اجتزت الامتحان الشفوي واحس بكل المترشحين والمترشحات.
اول نقطة ساتكلم عنها هي تكافئ الفرص ومحاربة الغش في الامتحان الكتابي، كيف يعقل ان مترشح اجتهد ليل نهار،وشخص لمجرد انه سمح له باستعمال الهاتف او الكتب لان الحراسة كانت دون المستوى ينجح وبمعدل يضرب كل مجهود المجتهدين نظرا للمعامل المرتفع للكتابي مقارنة بالمحطة الثانية الشفوي التي تكون مجرد مرحلة عادية ومعاملها البسيط، أليس من العدل ان يكون الشفوي هو المعيار لكي نقف امام الغشاشين هذا من جهة.
من جهة ثانية حاجز اخر ولو نجح المجتهد في الامتحان الكتابي واجاب بشكل ممتاز وبشهادة اللجنة في الامتحان الشفوي سيصدم في الاخير ان اسمه لا يوجد في اللائحة وتوجد اسماء اخرى لها انتماءات حزبية بالاساس.
وهذا بالفعل ما حصل بعد اعلان النتائج النهائية لكلا الشطرين الشمال والجنوب.
الفساد ليس وليد اليوم بل كل المباريات يعتريها الكثير من الزبونية والمحسوبية والرشوة ولكن الاختلاف في هذه المباراة ان اخطاء وقعت فيها وزارة العدل جعلت من الامر واضح للعلن، منها ان العدد قليل جعل الجميع يراجع كل اللوائح وتظهر اسماء لها انتماءات نقابية وحزبية.
ومن بين الاخطاء الاخرى التي وقعت فيها وزارة العدل في مباراة المنتدبين القضائيين تخصص الاقتصاد والعلوم القانونية والشريعة...

- عدد المنتدبين الذين تم استدعائهم للشفوي يفوق المنطق اكثر من 1400 مترشح من اجل 125 منصب.

- شفوي المنتدبين القضائيين مقارنة مع مباراة المحررين اسهل بكثير نظرا للاسئلة المطروحة، كيف يعقل هذا بين اطار في السلم 10 ومحرر قضائي في السلم 8.
- كان هناك نوع من الإيهام للمترشحين والمترشحات بسهولة المباراة في مرحلة الكتابي والشفوي حتى اعتقد الجميع انهم بالفعل سينجحون ويحققوا هدفه مهم في حياتهم.

حيث ان الكل كان ساخط طيلة الاسبوع عن ما حصل وكيف لمن عمل بشكل ممتاز وبشهادة اللجنة يسقط رغم انه تحصل على نتائج جيدة في الكتابي ثم الشفوي.
وبعد كل هذا السخط ظهرت بعض العضويات في مواقع التواصل الاجتماعي هدفها خلق نوع من الفتنة مع مترشحي الجنوب بالتحديد نظرا لاستفادتهم من امتيازات رغم ان البعض منهم له توجهات انفصالية..

بعد مرور اكثر من اسبوع على هذه الضجة والنقاش الحاد بين مدافع ومؤيد للنتائج، حتى ظهرت من العدم عضوية في الفايسبوك.

التي قدمت العديد من المعطيات الخطيرة حول اسماء استفادت من الريع الوظيفي نظرا لانتمائها الحزبي او النقابي وحتى ان هناك مترشحين ومترشحات لديهم ميول انفصالية كما جاء في تعليقات العضوية...
وقبل ذلك بعد اعلان نتائج شطر الجنوب تم نشر تعليق من صاحب هذه العضوية التي اجججت النقاش حول استفادة الصحراويين...
من العيب ان نتكلم بنوع من العنصرية اتجاه احبابنا بالجنوب او الشمال لا تجعلوا المفسدين يحولوا الموضوع الاساسي الى نقاش عنصري فدوما الهدف خلق نقاشات جانبية للابتعاد عن المشكل الحقيقي لذا نعتذر نيابة عن الجميع عن الاساءة لاي شخص لكم الف تحية.
وهناك مجموعة من الصورة الاخرى التي ظهرت بعد ايام من اعلان شطر الجنوب توثق معلومات عن المترشحين المقصودين...
السؤال المطروح من هو هذا الشخص ومن قدم له كل هذه المعلومات الدقيقة وبهذا الشكل...؟
هل هو ذكاء منه او اجتهاد لا طبعا، هناك من يحرك كل هذه الامور من الخلف...هل هو مترشح او مترشحة لا طبعا...بل حرب طاحنة بين الاحزاب لتفريق الكعكة...
وهناك اسئلة عديدة تطرح نفسها، لماذا اختار ذلك التوقيت بالضبط....
ولماذا بعد هدوء العاصفة ظهر هذا الشخص وبهذا الكم الهائل من المعلومات لاشعال المزيد من النار، والوزارة لم تحرك ساكنا.!!
والامر لم يتوقف هنا بل بدات الدعوة لعمل وقفة احتجاجية لجبر الضرر الذي تعرض له مترشحي ومترشحات مباراة المنتدبين القضائيين.

ولقد تم الدعوة لوقفة حيث انتشر خبر في مواقع التواصل الاجتماعي مفاده ان يوم الاثنين 27 ماي ستكون هناك وقفة امام البرلمان، وكان هناك نقاش حول الامر وخرج اتجاه اخر يتكلم عن المظاهرة ان وراءها حسابات سياسية معينة، ساتكلم عن تجربة كل المظاهرات او النقابات او شيء من هذا القبيل يبدا بشكل صحي وجيد ولكنه يخترق من طرف الاحزاب وهذا عن تجربة سنين في النضال، ولكن الغالب ان من البداية تكون هناك جيوب داخل مواقع التواصل الاجتماعي للتوجيه، ولا داعي للمزايدة بان الامر نظيف.
وبعد الجدل الذي اثاره هذا الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي ستختفي تعليقاته حيث انه اشار لمسالة تعرضه للمضايقات...
هنا سيبدا سيناريو اخر حيث ستظهر صفحة تحت مسمى ضحايا مباراة المنتدبين القضائيين وتتبنى العديد من البيانات والتي نشرتها بعض المواقع حيث ان اي واحد منا سيطلع على تلك البيانات سيتاكد انها مكتوبة من طرف اشخاص لهم باع طويل في العمل الحزبي والنقابي وهذه روابط لمقالات تتكلم عن هذه التنسيقية الجديدة التي تدعي الدفاع عن ضحايا المباراة...
- المقال الاول
- المقال الثاني
- المقال الثالث
سؤال اخر هل نحن كمترشحيين ومترشحات سنصل بسهولة لمواقع مهمة وننشر مثل هذه البيانات...؟

ولكن المواقع التي نشرت الخبر ليست بتلك المصداقية بل مجرد الية في يدي بعض الاحزاب.

وكل هذه البلبلة تم خلقها من طرف حزبين لاغراض تخصهم ولا يهمهم المترشحين في اي شيء سوى مصلحتهم الحزبية، وكل واحد يتكلم عن الوزير الذي ينتمي لحزبهم وعن انجازاته ويتباهى بها والغرض ليس التدقيق فيما حصل بل فقط كسب النقاط.

ولعل نشر بيانات التنسيقية الجديد في بعض الجرائد المحسوبة على حزب معين وكذا تقديم سؤال كتابي موجه لكل من السادة وزير العدل والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية هذا نصه:

وجاء في نص السؤال الكتابي الذي وجهه النائب البرلماني أنه :” تم يوم 19 ماي 2019 إعلان نتائج مباراة لتوظيف منتدبين قضائيين، جرت مؤخرا على مرحلتين: بالشمال بتاريخ 24 فبراير 2019 والجنوب بتاريخ 3 مارس 2019، غير أن نتائجها خلفت استياء وصدمة واستنكارا في صفوف الكثير من المتبارين من غير المعلن نجاحهم، ترجموه على مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة، وصلت حد إصدار بيان احتجاجي جماعي، وتأسيس ما أسموه تنسيقية لضحايا تلك المباراة، وذلك بسبب شكوك حول إختلال النزاهة وتكافؤ الفرص في المباراة المذكورة”.وأضاف النائب البرلماني أن هذه الشكوك “غذاها وقواها الإعلان عن نجاح متبارين كثيرين على قرابة مع شخصيات سياسية معروفة ، ونيل لمراكز محددة حصة كبيرة من الناجحين، مقابل عدد ضعيف في مراكز أخرى كحالات فاس 7 ومكناس 1 وتازة 1 ووجدة 0″.وتسائل العسري مع الوزير الوصي حول مدى توفر مبادئ النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص في هذه المباراة باعتبارها مبادئ دستورية تضمن المساواة بين المواطنين ، وعن إمكانية فتح تحقيق واسع وشامل ومعمق لمعرفة حقيقة ما وقع فيها وطيلة مختلف مراحلها ، مع ترتيب الجزاءات عند التأكد من وقوع أي تجاوز وإنصاف المتضررين.

وشفوي موجه للسيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وهذا نصه:

يتطلع جل الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الوطنية لمباريات التوظيف العمومي، لتأمين مستقبلهم المهني والاجتماعي ، وقد بذلت الحكومة في السنوات الأخيرة مجهودا مقدرا، سواء من خلال عدد المناصب المالية، التي بلغت برسم قانون المالية لسنة 2019 رقما قياسيا ب 40000 منصب مالي ، أو مع إجراءات موازية لضمان تكافؤ الفرص، بتعميم المباراة كآلية وحيدة للتوظيف العمومي ، غير أن مستوى ثقة الشباب والمتبارين في نزاهة وشفافية وعدالة مختلف مراحل المباريات، من الانتقاء الأولى، إلى المباريات الكتابية، ولا سيما مرحلة المباريات الشفوية ظلت دون المستوى المنشود ، وبقيت محل تشكيك وريبة، ترتفع مع إعلان كل نتيجة مباراة ، لذا نسائلكم السيد الوزير المحترم عن المجهودات الحكومية في هذا الصدد ، وعن إمكانية إرساء آلية للطعون في نتائج المباريات المختلفة.

يظهر مدى قبح الاحزاب في التامر على احلامنا...ولا يهم سوى خلق مسرحيات متجددة على حسابنا...

نقطة اخيرة يلزم الاشارة اليها وهي وجود اشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي يقزمون كل ما وقع لكي يمر مرور الكرام وكأن شيء لم يمكن خلاصة القول والنتيجة ان ما حصل هو نقطة ايجابية لصالح المترشحين ولو بتاثير قليل ولكن هناك نقاط ايجابية ستكون وراء هذه الزوبعة.
وساكرر اعتذر عن نفسي وباسم قناة ومدونة المدرسة القانونية لكل من اجتهد وكافح للوصول الى المرحلة الاخيرة من مباراة المنتدبين القضائيين ولكل من تحمل مشاق السفر من الجنوب والشرق والغرب والشمال اعتذر لكم.
والخير فيما اختاره الله,
والله يوفق الجميع يارب