الأمن البيئي الإلكتروني
تلويث البيئة بسبب مخاطر التقدم التكنولوجي وآلية الوقاية والحد منها ويرجع ذلك للتقدم والتطور العلمي الذي شهدته جميع الميادين، بما فيها التطور التقني للأجهزة الإلكترونية (كأجهزة الكمبيوتر، الهواتف النقالة، أجهزة التلفزيون)، وباعتبارها ذات استخدام شخصي يمكننا أن نتصور الحجم أو الكمية المتداولة لدى الأشخاص،
وأثرها على البيئة التي يعيشون فيها عندما تصبح هذه الأجهزة نفايات إلكترونية تهدد سلامة النظام البيئي، ومن خلال هذه المداخلة سنحاول الوقوف على حجم النفايات الإلكترونية الموجودة في الوسط البيئي وتحديد مخاطرها سواء على الإنسان أو الوسط الذي يعيش فيه، مع تحديد مسبباتها وآلية الوقاية منها باعتبارها خطر داهما محقق الوقوع والضرر، وجب علينا تفعيل الحلول الناجعة وتوفير الأطر القانونية والوسائل المادية والبشرية مع بث ثقافة الوعي البيئي من أجل الحيلولة وجريمة التلوث البيئي الإلكتروني والحفاظ على بيئة نظيفة ومتوازنة.
عناصر الموضوع:
·التطور التكنولوجي والتقني للأجهزة الإلكترونية
·التلوث البيئي الإلكتروني
·مفهوم النفايات الإلكترونية
·مخاطر النفايات الإلكترونية وأثرها في البيئة
·علاقة النفايات الإلكترونية بجريمة تلويث البيئة
·آليات تحقيق الأمن البيئي الإلكتروني
· نماذج حول حجم النفايات في بعض الدول
إشكالات الموضوع:
·ماهية التلوث البيئي الإلكتروني ومخاطره؟
·ما هي آليات تحقيق الأمن البيئي الإلكتروني؟
خطة الموضوع:
المبحث الأول: التلوث البيئي الإلكتروني
المطلب الأول: النفايات الإلكترونية
المطلب الثاني: مخاطر النفايات الالكترونية
المبحث الثاني: آليات تحقيق الأمن البيئي الإلكتروني
المطلب الأول: دور الشركات المصنعة في التخلص من النفايات الإلكترونية
المطلب الثاني: نماذج حول حجم النفايات في بعض الدول
المبحث الأول: التلوث البيئي الإلكتروني
لقد خلق الله عز وجل هذا الكون بتوازن دقيق حيث تتفاعل عناصره فيما بينها بانتظام وبنسب محددة حيث يصطلح على هذا التفاعل المنتظم والمستمر مصطلح النظام البيئي، الذي يتكون من عناصر بيولوجية تمثل البيئة الحية (إنسان، حيوان، نيات، مواد عضوية)، وعناصر غير حية تمثل البيئة المادية (تربة، ماء، هواء)[1]
المطلب الأول: النفايات الإلكترونية
قال تعالى:”ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”[2]، فالإنسان في بداية تفاعله مع البيئة كان تفاعله لتلبية حاجات بيولوجية (أكل، شراب، لباس)، لكن مع تطوره المستمر وتقدمه واستعمال وسائل تكنولوجية وولوجه عالم العصرنة والتطور التقني، بدأ تأثيره يظهر على شكل ملوثات تقتحم كل عناصر البيئة وتبث فيها سموم قاتلة ومدمرة فكان التلوث بصورته الحالية والذي عرف علميا بأنه “التغيير في خواص البيئة بطرق مباشرة أو غير مباشرة والإضرار بالكائنات الحية والمنشآت أو يؤثر على ممارسة الإنسان لحياته الطبيعية”[3]، وكما عرف في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية بأن التلوث هو تلويث الهواء والماء والأرض بسبب النفايات الناشئة عن ازدياد النشاط الصناعي.[4]
مفهوم النفايات الإلكترونية: هي جميع الأجهزة التي تعمل بالتيار الكهربائي أو المجالات الكهرومغناطيسية كالحاسبات والهواتف وتم الاستغناء عنها سواء برغبة مستخدميها أو عطل بها أو انتهاء لعمرها الافتراضي وتم إلقاؤها بالنفايات.
في ظل التقدم والعصرنة التي يشهدها العالم ويمر بها يوما بعد يوم لتحقيق التقدم التقني الذي يصبوا إليه الإنسان أدى ذلك إلى إحداث تغيير في توازن البيئة، فالإنسان هو الذي يخترع وهو الذي يصنع، وهو الذي يستخدم، وهو المكون الأساسي للسكان أي الإنسان مسؤول عن التوسع الصناعي والتقدم التكنولوجي وسوء استخدام هاته الموارد وهذا التطور، فقد ترجع مسببات تلويث البيئة إلى أساب طبيعية ليس للإنسان دور فيها كالبراكين والزلازل والأعاصير أو ترجع إلى مسببات بشرية التي ظن أنها تسهل وتسير حياته ومعيشته فانعكست عليه وأدت إلى تلويث البيئة كالثورة الصناعية مثلا التي أدت إلى تراكم نفايات صناعية أضرت بالإنسان وبوسطه البيئي، كما يمكن للنمو السكاني بسبب المعدلات المتسارعة والغير المنضبطة تؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي نتيجة عجز عن تلبية الحاجات المتنامية بالنظر إلى الإمكانيات والموارد الموجودة.[5] كما يمكن أن يكون للإشعاعات والتطور التقني للوسائل التكنولوجية أن تشكل حالة من حالات تلويث البيئة.
تحول الأجهزة إلى نفايات إلكترونية:
تشكل مخلفات الأجهزة الإلكترونية ثلاثة أضعاف المخلفات المنزلية العادية[6]، ونم المتوقع زيادتها لتضاعف هذه الكمية خلال الأعوام العشر المقبلة، لا تكمن مشكلة مخلفات هذه الأجهزة في كميتها فقط بل في مكوناتها الضارة والسامة والمتمثلة في عناصر مثل الزئبق والرصاص والبر ليوم والكادميوم والزجاج والبلاستيك والكربون الصلب وغاز الكلورين السام وغيرها لتصبح مواد يصعب التخلص منها أو إمكانية إعادة تصنيعها ما يجعلها مصدرا دائما لتلويث البيئة، وفقا لدراسة أجراها معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا والإلكترونيات الاستهلاكية[7] عام 1998م كان في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 20 مليون حاسب تالف، تم إعادة تدوير 11% منها بينما تم إحراق حوالي 18 مليون جهاز، كما أشار التقرير إلى أن عدد الحواسيب التالفة ستصل في عام 2007 إلى أكثر من 500 مليون جهاز.
لقد سنت الدول الغربية قوانين صارمة ضد التخلص العشوائي لكل ما هو ضار ببيئتها فظهرت بها شركات إعادة التصنيع الإلكتروني حيث تعمل على جمع وشراء هذه الأجهزة بثمن بخس وصرحت شركة لإعادة تصنيع الالكترونيات[8] أن ما نسبته من 50- 80% من النفايات التي يتم تجميعها لإعادة تصنيعها في الولايات المتحدة لا تتم عملية إعادة تصنيعها داخليا وإنما يتم شحنها وإرسالها إلى دول إفريقية وآسيوية مثل الصين والهند وباكستان وغيرها حيث يطلق عليها تعبير “مقبرة النفايات الإلكترونية” لتتم معالجتها وإعادة تصنيعها.
التطور التقني:
أدى التطور التقني السريع والعولمة إلى إنتاج كميات كبيرة وأنواع مختلفة من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية بشكل يكاد أن يكون يوميا مثل أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة وغيرها، فنجد أن طلاب الجامعات ومندوبي المبيعات بحاجة إلى أحداث أجهزة الحاسبات المحمولة، أما رجال الأعمال والكبار يرغبون في اقتناء أحداث الأنواع المتقدمة من الشاشات المسطحة المريحة في الرؤية، والمراهقون يرغبون دائما في آخر صيحات الحاسوب والهواتف المحمولة من أجل استخدامها في اهتماماتهم من ألعاب وغيرها، حتى أن الجمعيات الخيرية ترفض استقبال الأجهزة المستخدمة رغبة منها في التمشي مع ما هو حديث من التقنية[9]، هذه الأسباب وغيرها جعلت الحاسبات القديمة تتكوم في الأدراج والخزائن لتصبح مع مرور الزمن عالة مما يدفع مالكها للتخلص منها لتتحول إلى نفايات إلكترونية.
المطلب الثاني: مخاطر النفايات الالكترونية
للنفايات الإلكترونية مخاطر على صحة الإنسان وسلامة البيئة حيث تكمن هذه المخاطر في المواد التي تدخل في تصنيعها كما أن مخلفاتها تختلط بالمخلفات الأخرى لتنشر مادة الديوكسين والتي تعد من أخطر السموم على البيئة والكائنات الحية بالإضافة إلى استخداماتها وما نتج عنها من تطورات.
أولا: المواد التي تدخل في تصنيعها: تكمن خطورة هذه النفايات في المواد التي تستخدم في تصنيعها من معادن وبلاستيك ومواد كيماوية سامة والتي تتواجد في كل من لوحات الدوائر وأنابيب الزجاج والأسلاك والمقاومات والمكثفات وغيرها من الأجزاء الأخرى لهذه الأجهزة، إن أكثر من 70% من المعادن الثقيلة كالزئبق والكادميوم والقصدير وغيرها توجد في مخلفات النفايات الإلكترونية[10]، عند حرق هذه النفايات ينتج غاز ثنائي أكسيد الكربون وأكاسيد الحديد والنحاس الثنائية مما يؤدي إلى تلوث الهواء، وعند تعرض هذه الغازات إلى الرطوبة والأمطار تتكون الأمطار الحمضية مما يؤدي إلى تلوث المياه والتربة.
الجدول التالي يبين بعض هذه المواد واستخداماتها وبعض مضارها:
بعض المواد السامة التي تدخل في صناعة الأجهزة الإلكترونية
بعض المضار | الاستخدام | المادة |
·إحداث اضطراب في التركيب الحيوي للهيموجلوبين وإصابة الإنسان بالأنيميا.·ارتفاع في ضغط الدم.·ضمور في أنسجة الكلى.·اضطراب أو اعتلال في الجهاز العصبي.· فقد القدرة التعليمية عند الأطفال.· اضطرابات سلوكية عند الأطفال مثل: العدوان، السلوك الاندفاعي، فرط النشاط.· أما التسمم من الأطعمة المتواجد فيها نادرا ويأتي من تلوث البيئة. | · لوحات التحكم· الشاشات· البطاريات· لوحات الطابعات· صناعة الكابلات | الرصاص |
· اضطرابات الجهاز العصبي.· ضمور في خلايا المخ وبالتالي خلل في الوظائف.· اضطرابات الصفات الوراثية، والكروموسومات.· حساسية مثل الطفح الجلدي.· الشعور بالإرهاق.· الإصابة بالصداع.· تأثيرات تناسلية سلبية: وضمور الحيوانات المنوية، تشوهات الجنين، الإجهاض. | · شاشات العرض الحديثة والمسطحة.· الهواتف المحمولة.· أجهزة الاستشعار.· المعدات الكهربائية والإلكترونية والأجهزة الطبية.· في العديد من الأجهزة المستخدمة في المنزل مثل: الترمومتر، المصابيح الكهربائية، الفلوروسنت، البارومتر | الزئبق |
· يسبب معدن الإيثريوم الصمامة الرئوية، وخاصة مع التعرض على المدى الطويل له.· يسبب الإيثريوم مرض السرطان وخاصة الرئة.· يهدد الإيثريوم الكبد إذا تراكم هذا المعدن في جسم الإنسان | · الأجهزة المنزلية مثل:· أجهزة التلفاز الملونة· مصابيح الفلوروسنت | الإيثريوم |
· الكلى.· الجهاز البولي. | · مقاومات الشرائح· المكثفات· أنابيب أشعة الكاثود | الكادميوم |
· يخترق الخلايا بسهولة ويعمل على تحطيم الحامض النووي. | · الأدوات البلاستيكية المستخدمة في الحاسوب حيث يحتوي كل حاسوب على حوالي 6.3 كغم من هذا العنصر. | الكروم |
· أورام المخ.· ضعف عضلات الجسم· إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة.· أمراض جلدية مزمنة· اللوحة الأم· المقابض | البريليوم | |
· أورام المخ.· ضعف عضلات الجسم· إصابة القلب والكبد والطحال بأمراض مزمنة | - يستخدم لحماية مستخدمي الحاسبات الآلية من الإشعاعات | الباريوم |
· اضطرابات عصبية وتناسلية.· تلف دماغي في الأجنحة البشرية. | - إن اللهب البرومي ينتج عند حرق لوحات دوائر الطابعات والأغطية البلاستيكية | المواد الكيماوية المثبطة للهب المعالج بالبروم |
· تعتبر الأحبار من اخطر العناصر وهو الكربون المسبب الرئيسي لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان· تحتوي الطابعات على حاويات بلاستيكية لوضع الأحبار بها | الأحبار |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق